فصل من كتاب: الرنين المطوّق: العروض قديماً وحديثاً
استقرار التدوين
لا يفصلُ بين العَروضيّ (342/954) وابن عبد ربّه[1] (328/939) إلا سنوات قليلة، لكنّ المكانَ يفصلُ بينهما: فالأوّل مشرقيّ، والثاني أندلسيّ. زد على ذلك، أنّ نِظرةً إلى مُؤلَفيْهما في العَروض، لن تجدَ إلا الفَصْلَ بينهما ثانيةً: فالـ كِتاب في عِلم العَروض، لا يملكُ شيئاً من منهجيةِ تأليفِ العِقْد الفَريد. وإن كانَ لكِتابِ الأوّل جذورٌ وأصولٌ، احتوى عليها وزادَ فيها وأضافَ إليها، فإنّ كِتابَ الثاني يبدو مُنبتّاً فَريداً كاسمه، إذ لا تكادُ تذكرُ كُتُب الأندلس، شيئاً عن العَروض قبْلَ ابن عبد ربّه[2]. ومع أنّ الأوّل هو الثاني وفاقاً مع النَقْد التأريخي، إلا أنّ صنيعَ ابن عبد ربّه لجهةِ حُسن التأليفِ والتبويبِ، يضعُ كِتابَ العَروضيّ قبْلَه. فاستقرارُ التَدوين هو الفيصلُ بينهما، وهو الذي غيّرَ من ترتيبِ الكِتابين زمنياً؛ فالأوّل هو الثاني، والثاني هو الأوّل. فلا يمكنُ لباحثٍ في العَروض، إلا أن يبدأ من العِقْد الفَريد، فهو أشهرُ المصادر، ويكادُ يرقى إلى المظان[3]. وفضلاً عمّا يؤهله لذلك، فقد اكتسبَ العِقْد الفَريد، مكانتَه هذه لسببٍ موضوعيّ ثانٍ: فهو من أوائلِ الكُتُبِ المحقّقة[4]، ويسبقُ من ناحيةِ التحقيق الكُتُبَ الثَلاثة السابِقةَ عليه زمنياً؛ أي كُتُب الأخْفَش والزّجاج والعَروضيّ، الأمرُ الذي ضاعفَ من قيمتهِ في نظرِ الباحثين، وأرساه كالمصدرِ الأوّل في عِلم العَروض.
يُمثّلُ هذا الكِتاب نقطةَ التقاءٍ فَريدة بين المَشْرق والأندلس، فمصادرُه مشرقيّة[5] وموطنُه أندلسيّ. ومن وجهة نظرِ النَقْد التأريخي، يَظهرُ العِقْد الفَريد كمثالٍ ممتازٍ لتَدوينِ العَروضِ عن بعد، إن صحّ التعبير، واستقراره. وكما رأينا فقد كانَ مسارَ تدوينِ العَروض في المَشْرق، مُرتبطاً على نحوٍ وثيقٍ بتَعليمِه، فكلّما انتشرَ تَعليمُ العَروض، اتضّحتْ الأبوابُ في الكُتُب، وتمّ التأليفُ بصورةٍ تُراعي التدرّج في المعلومات، الأمرُ الذي وجدناه دالاً على انتشارِ التَعليم بين غير المختصّين. فضلاً عن أنّ بعضَ الباحثين يُرجحّ إطلاعَ الأخْفَش على الأقل على كِتاب الخَليل[6] الضائع، وهو ما يقويّ من فرضيّة تقولُ إنّ كِتابَ الخَليل كانَ مُتداولاً في المشْرق، وبما أنّه كانَ صغيرَ الحجم حسْبَ الروايةِ الخاصّة[7] بابن مُناذر[8] (198/813)، فيمكننا القولُ إنّ كُتُبَ العَروض اللاحقة عليه، قامتْ بشرْحِ ما جاء َفيه وقيّدته على نحوٍ معين، وبذلك زادتْ أحجامُ تلك الكُتُب. ولا يمكنُ تصوّر أنّ الأخْفَش مثلاً قامَ وحدَه بابتداعِ طريقةٍ في التأليفِ من دون الإطلاعِ على كِتاب الخَليل، فالمصادرُ كلّها تتفقُ على أنّ الخَليل هو المصدرُ الأوّل للعَروض. أمّا كِتابُ ابن عبد ربّه، فلا يبدو حامِلاً في طِياته لمسارٍ مختلطٍ بين التَعليم والتَدوين، وكأنّه الثمرة من تشابكِهما معاً، فهو مُستقرُّ التَدوين والتَعليم على حدّ سواء.
من الصحيح أنّ القِسمَ الخاصَ بالعَروض "كِتاب الجوهرة الثانية في أعاريض الشّعر"، يظهرُ من اسمه، أنّه فصلٌ من فصول العِقْد الفَريد، لكنّ هذا الجزء، يحملُ في طِياته قصّةً فَريدةً في عِلم العَروض: فقد ذكرَ ابن عبد ربّه، في مُستهلِّ هذا الجزء ما يُحمّلنا على الظنّ أّنه اسّتقى مادتّه من كِتابِ الخَليل الضائع: "وجعلتُ المقطّعات رقيقةً غَزِلة، ليسهلَ حفظُها على ألسنةِ الرّواة. وضمّنتُ في آخر كُل مقطَّعة منها بيتاً قديماً مُتصلاً بها وداخلاً في معناها، من الأبيات التي استشهدَ بها الخَليل في عَروضه، لتقومَ به الحُجة لمن رَوى هذه المقطّعات واحتجّ بها"[9]. فهو يبيّن صراحةً أنّه احتفظَ بشواهد الخَليل. والسؤال الذي يلحّ هل صحيحٌ أنّ ابن عبد ربّه اسّتقى مادّته من كِتاب الخَليل؟ أم أنّ ثمةَ مصدراً مشْرقيّاً آخر، انتقلَ إلى الأندلس وألهمَ ابن عبد ربّه طريقَته في تَدوين العَروض؟ فنحنُ نعلَمُ أنّ مصدر العَروض مشْرقيّ، لكنّنّا نبحثُ بصورةٍ محدّدة عن كِتابٍ بعينه حَسَنِ التأليفِ والتبويب، وصلَ الأندلس، وحدا بابن عبد ربّه أن يتخذّه مرجِعاً لكِتابة "الجوهرة الثانية في أعاريض الشّعر".
أ- انتقالُ العَروض إلى الأندلُس: عَباس بن فِرناس (274/ 887)
نعلمُ أنّ القَرْن الرابع الهجريّ، شَهِدَ بداياتِ استقرار تَدوينِ العَروض في المشْرق. وأنّ حجمَ كِتاب العَروض، وصلَ إلى ذروتِه على يديّ أبي الحسن العَروضيّ، فاستقرّ كِتاباً كبيراً جامِعاً للعَروض والقَوافي ولمسائل أخرى واهيةِ الصِلة بالعَروض. لكنّ روايةً في كِتابِ الأغاني، تُخبّرنا أنّ كِتابَ الخَليل في أصْله، كانَ صغيرَ الحجم، ويكادُ لا يتجاوز بضع ورقات: "كان محمّد بن عبد الوهاب الثقفي أخو عبد المجيد يعادي محمّد بن مُناذر بسبب ميله إلى أخيه عبد المجيد، وكان ابن مُناذر يهجوه ويسبّه ويقطعه، وكلّ واحد منهما يطلب لصاحبه المكروه ويسعى عليه، فلقي محمّد بن عبد الوهاب ابن مُناذر في مسجدِ البصرة، ومعه دفترٌ فيه كِتاب العَروض بدوائِره، ولم يكن محمّد بن عبد الوهاب يعرف العَروض، فجعل يلحظ الكِتاب ويقرؤه فلا يفهمه، وابن مُناذر متغافلٌ عن فعله، ثم قال له: ما في كِتابك هذا؟ فخبأه في كمّه وقال: وأي شيء عليك ممّا فيه؟ فتعلّق به ولببّه، فقال له ابن مُناذر: يا أبا الصلْت، الله الله في دمي، فطمع فيه وصاح يا زنديق، في كمّك الزندقة، فاجتمع الناس إليه، فأخرج الدفتر من كمّه وأراهم إياه، فعرفوا براءته مما قذفه به، ووثبوا على محمّد بن عبد الوهاب واستخفوا به، وانصرف بخزيٍ" [10].
إنّ تأكيدَ الأصبهاني[11] صاحبِ الأغاني (356/ 967)، على وجودِ الدوائِر في هذه الرواية، يُرجحّ أمراً من اثنين: إمّا أنّ الكِتابَ هو كِتابُ العَروضيّ، لأنّه الأوّل الذي تضمّنَ صوراً للدوائِر، وإمّا أنّه كِتابُ الخَليل نفسِه أو نسخةٌ منه. وفي حالِ عَلمنا أن ابن مُناذر كانَ صديقاً لأبي نواس[12] (198/813) ولأبي العتاهيّة[13] (211/826)[14]، فإنّ الكِتابَ الذي كانَ بين يديّه هو كِتابٌ من القَرْنِ الثاني الهجري، وبالتالي فهو كِتابُ الخَليل أو نسخةٌ منه يقيناً. الأمرُ الذي يتّسقُ مع ما خلصنا إليه سابقاً، من مسارِ التَدوينِ المشْرقيّ، باعتبارِ مدوّناته تزدادُ حجماً، وتتجهُ إلى الشرح، وتتضّح أبوابُها وأقسامُها كلّما انتشرَ التَعليم. والآن هل يمكننا القولُ إنّ كِتابَ الخَليل الصغيرَ الحجم وصلَ إلى الأندلس بطريقةٍ ما، لأنّ كِتابَ ابن عبد ربّه يتضمنُ صوراً للدوائِر؟ أم أنّ كِتابَ العَروضي الكبيرَ الحجم هو الذي وصل؟ فلئن كانَ كِتابُ الخَليل، أمكننا القولُ إنّ طريقةَ التَدوين في العِقْد الفَريد طريقةٌ أندلسيّة، ولئن كانَ كِتاب العَروضي، لأمكننا من خلالِ المقارنةِ بينه وبين جزءِ العَروضِ من العِقْد الفَريد تأكيدَ ذلك.
إنّ الجوابَ العِلميّ عن السؤالِ أعلاه سيؤكدّ بشكلٍ كبيرٍ إطلاعَ ابن عبد ربّه على كِتابِ الخَليل، وصوّغه لجزءِ العَروض بالاستنادِ إليه. ونعلّلُ ذلك بأمور خمسة:
1- تؤكدُ الروايةُ التاريخية وصولَ كِتاب الخَليل الفَرْش والمِثال إلى الأندلس في القَرْنِ الثالثِ الهجري، إذ تُعيّن صراحةً أوّلَ من فكّ العَروض في الأندلس وقتذاك: عباس ابن فرناس (274/ 887). فقد روى الزُّبيدي[15] (379/989) في طبقات النحويين واللغويين: "جلبَ بعضُ التجارِ كِتابَ العَروض للخَليل، فصارَ إلى الأمير عبد الرحمن، فأخبرني أبو الفَرَج الفتى، وكانَ من خيار فتيانهم، قالَ: كانَ ذلك الكِتابُ يتلاهى به في القصر، حتّى إنّ بعضَ الجواري كانَ يقولُ لبعض: صَيّر الله عقلك كعقلِ الذي ملأ كِتابَه من "ممَا مِمَّا" فبلغَ الخبرُ ابن فرناس، فرفعَ إلى الأمير يسألَه إخراجَ الكِتابِ إليه، ففعل فأدركَ منه عِلمَ العَروض، وقالَ: هذا كِتابٌ قبْله ما يفسّره. فوجهَ الأميرُ إلى المشْرق في ذلك، فأُتي بكِتابِ الفَرْش فوصلَه بثلثمائة دينار وكساه"[16].
2- يُشيرُ ابن عبد ربّه في كِتابِه بشكلٍ صريحٍ إلى عنوانِ كِتابِ الخَليل الضائع. ويؤكدُ أنّه مؤلّفٌ من جزأين: الفَرْش والمِثال، فيقولُ: "فأكملتُ جميعَ هذه العُروضِ في هذا الكِتاب الذي هو جزآن، فجزءٌ للفَرْش، وجزءٌ للمثال، مُختصِراً مُبينّا مُفسِراً. فاختصرتُ للفَرْش أرجوزةً، وجمعتُ فيها كلّ ما يدخلُ العَروضَ ويجوزُ في حشوِ الشّعر من الزِّحاف. وبيّنتُ الأسبابَ والأوتاد، والتَعاقبَ والتَراقبَ، والخروم، والزيادةَ على الأجزاء، وفكّ الدوائِر في هذا الجزء. واختصرتُ المِثال في الجزء الثاني في ثلاثٍ وستين قطعة، على ثلاثةٍ وستين ضرباً من ضروب العَروض. وجعلتُ المقطّعات رقيقةً غَزِلةً، ليسهلَ حفظُها على ألسنةِ الرواة. وضمّنتُ في آخرِ كُل مقطَّعة منها بيتاً قديماً مُتصلاً بها وداخلاً في معناها، من الأبياتِ التي استشهدَ بها الخَليل في عَروضه، لتقومَ به الحُجّةُ لمن رَوى هذه المقطّعات واحتجّ بها"[17].
3- يستعملُ الشّنتريني الأندلسيّ (549/ 1057) في كِتابِه المعيارُ في أوزانِ الأشعار، لفظيّ الفَرْش والمِثال "وإذ قد ذكرنا من الفَرْش ما لا بدّ لطالبِ هذا الشأن منه ولا غناءَ له عنه، فلنقلْ في المِثال بأوجز مقال"[18].
4- يبدو أنّ استعمالَ لفظي الفَرْش والمِثال عند ذِكْرِ كُتُبِ العَروض، كانَ خاصّاً بأهل الأندلس. فقد وجدنا في الذيل والتكملة، عند الكلام على أبي محمّد بن القُرطبي[19] (611/1214) ما يلي: "فكفّ عن الخوضِ في تلك المسألة، وهمّه ذلك وشغلَ باله، واشتدّ عليه، وانصرفَ إلى منْزِله، وعكفَ سائرَ يومه على تصفّحِ عِلم العَروض، حتّى فهمَ أغراضَه، وحصّل قوانينَه، وصنّفَ فيه مُختصراً نبيلاً لخّصَ في صدرِه فرْشه، وأبدعَ فيه بنظمٍ مثله في صدورٍ خمسة، لخمس دوائِر الشّعرِ العَرَبي، ينفكّ من كلّ صدرٍ أشطارُ دائرته وأعاريضها، ونظمَ لكلّ شطرٍ أيضاً عَجَزاً تُعرفُ به أنواعُ ضروبه، وجاءَ به الغد مُعجزاً من رآه أو سمعَ به"[20].
5- إنّ مقارنةَ الدوائِر بين كِتابِ ابن عبد ربّه من جهة، وكِتابِ العَروضيّ من جهةٍ أخرى، تؤكّدُ أنّ مصدرَ ابن عبد ربّه هو كِتابُ الخَليل، لا أي كِتاب مشرقيّ آخر، لأن العَروضيّ وضعَ التَفاعيل على الدوائِر، أمّا ابن عبد ربّه فقد وضعَ رمزيّ المتحرّك (5) والساكِن (1)[21]، وهما صنيعُ الخَليل كما نعلم.
وعليه، لا ريب في أنّ كِتابَ الخَليل ذا الحجم الصغير وصلَ إلى الأندلس، وأنّ ذكاءَ ابن فرناس المتوقّد وعبقريته التي لا تُبارى، قد حملاه على أنّ يُوليه العناية اللازمة؛ فبعد أن فكّ العَروض، واستطاعَ فهمه، قامَ بشرحه "للأميرِ عبد الرحمن ولبعضِ جلسائه من العُلماء والأعيان، وكذلك بدأ يطالعُ به الشّعراء والأدباء، ويتذاكرُ معهم حوله وعن أصولِه ومبادئِه، كما راحَ يذيعه على الناس، فكانَ أوّل من أُخِذَ عنه عِلمُ العَروض في الأندلس"[22]. وفي هذا المسار ما يُخبّرُ قصّةَ العَروض في التَعليمِ ثانيةً، فمن العالِمِ ابن فرناس، إلى العُلماء المختصّين، ومن ثمّ إلى الانتشارِ بين الناس.
الفَرْشُ والمِثالُ إذاً، كِتابٌ مؤلّفٌ من جزأين: 1- الفَرْش: وهو القِسمُ الذي يحيلُ إلى مصطلحاتِ العِلم ودوائِر الخَليل، ويمكننا عدّه جُزءاً نظرياً للعَروض. 2- المِثال: وهو القِسمُ الذي يحيلُ إلى البُحورِ الشّعريّة المرتبة تِباعاً حسبَ دوائِر الخَليل، وفي كلّ بحرٍ منها مثال عن أعاريضه وضروبه المختلفة، ويمكننا عدّه جزءاً تطبيقياً للعَروض. وعليه، لا بدّ من تحليل كِتاب الجوهرة الثانية في أعاريض الشّعر لابن عبد ربّه من أجلِ الكشْفِ عن التَدوينِ الأندلسيّ لعِلم العَروض.
[ضمن سلسلة "كتب“ التي تعنى بالإصدارات الجديدة، تنشر ”جدلية“ فصلاً من كتاب جديد للناقدة ديمة الشكر.”الرنين المطوّق: العروض قديماً وحديثاً“، الشارقة، دائرة الثقافة والإعلام، ٢٠١٣. اضغط/ي هنا لقراءة حوار مع ديمة الشكر حول الكتاب]
هوامش:
[1] هو أحمد بن محمّد بن عبد ربّه، عام الأندلس بالأخبار والأشعار وأديبها وشاعرها. نعدّ من شيوخه: مخلّد بن يزيد القرطبي، ومحمّد بن عبد السلام الخشني القرطبي ومحمّد بن وضاح. من مؤلفاته الِعقْد الفَريد وديوان شعر مفقود. ابن عبد ربّه، العِقْد الفَريد، ص 21-24.
[2] مقداد رحيم، اتجاهات نقد الشّعر في الأندلس ص 10.
[3] "المَظانُّ جمع مَظِنَّة، بكسر الظاء، وهي موضع الشيء ومَعْدِنه، مَفْعِلَةٌ من الظن بمعنى العِلم". ابن منظور، لسان العَرَب، 4/2764.
[4] حُقّق العِقْد الفَريد، وطُبع للمرّة الأوّلى في مطبعة بولاق 1872 م.
[5] بييركايكا، "الأدب الأندلسي"، الحضارة العَرَبية الإسلامية في الأندلس، ص 465.
[6] الأخْفَش، كِتاب العَروض، ص 35 – 38، (ت أحمد محمّد عبد الدايم عبد الله).
[7] الأصفهاني، كِتاب الأغاني، 18/ 187 – 188. وذكرها شتيفان فيلد في مقدّمة كِتاب العَروض للرّبَعي النّحوي، ص 13 م.
[8] هو محمّد بن مناذر أبو جعفر، شاعر كثير الأخبار والنوادر، كان من العلماء بالأدب واللغة، تفقّه وروى الحديث. وتزندق فغلب عليه اللهو والمجون. خير الدين الزركلي، الأعلام، 7/111.
[9] ابن عبد ربّه، العِقْد الفَريد، ص 424.
[10] الأصبهاني، كِتاب الأغاني، 18/ 187 – 188.
[11] هو أبو الفرج علي بن الحسين بن محمّد بن أحمد، الكاتب الأصبهاني صاحب كتاب الأغاني. سمعَ من أبو بكر بن دريد وأبو بكر بن الأنباري وأبراهيم نفطويه، ومحمّد بن جرير الطبري، وغيرهم كثير.قال عنه التنوخي:"كان يحفظُ الكثير من الشّعر والأغاني والأخيار والآثار والأحاديث المسندة والنسب ما لم أرَ قط من يحفظ مثله. ويحفظُ دون ذلك من علوم أخر: منها اللغة والنّحو والخرافات والمغازي والسير، ومن آلة المنادمة شيئاً كثيراً مثل علم الجوارح والبيطرة ونتف من الطّب والنجوم والأشربة وغير ذلك، وله شعرٌ يجمعُ إتقان العلماء وإحسان ظرفاء الشّعر".من أهمّ مؤلّفاته: كتاب الأغاني، وكتاب مجرّد الأغاني، وكتاب أخبار القيان وكتاب الإماء الشواعر، وكتاب المماليك الشّعراء وكتاب أدب الغرباء وكتاب الديارات وكتاب تفضيل ذي الحجّة وكتاب الأخبار والنوادر، وكتاب مقاتل الطالبيين وكتاب أدب السّماع وغيرها. وقد جمع الأصبهاني ديوان أبي تمام ولم يرتبه على الحروف بل على الأنواع، وجمع ديوان أبي نواس وديوان البحتري. الأصبهاني، م.ن، 1/15-37.
[12] هو أبو علي الحسن بن هانئ المعروف بأبي نُواس الحكمي الشاعر المشهور. وقال إسماعيل بن نوبخت: ما رأيت قط أوسع علماً كم أبي نواس، ولا أحفظ منه مع قلّة كتبه، ولقد فتشنا منزله بعد موته فما وجدنا له إلا قمطراً فيه جزاز مشتمل على غريب ونحو لا غير. ابن خلّكان، وفيات الأعيان، 2/95- 104.
[13] هو أبو إسحاق إسماعيل بن القاسم المعروف بأبي العتاهية الشاعر المشهور. وكان يبيع الجرار فقيل له: الجرّار. واشتعر بمحبة عُتبة جارية الإمام المهدي. ابن خلّكان، م.ن، /219-222.
[14] انظر أخبار ابن مُناذر ونسبه في الأغاني. الأصبهاني،م.س، 18/ 169- 210.
[15] هو محمّد بن الحسن أبو بكر الزُّبيدي الإشبيلي النّحوي، صاحب طبقات النّحويين. كانَ واحد عصره في علم النّحو، أخذ العَرَبيّة عن أبي علي القالي وأبي عبد الله الرّباحي، وأدّبَ ولد المستنصر بالله. وصنّف مختصر العين، وأبنية سِبويه، والموضّح، وما يلحنُ فيه عوام الناس، وطبقات النّحويين. جلال الدين السيوطي، بغية الوعاة، 1/84-85.
[16] قتيبة الشهابي، الطيران وروإدّه في التاريخ الإسلامي، ص 115. وكذلك، ابن سعيد المغربي، المغرب في حلى المغرب، ص 333.
[17] ابن عبد ربّه، العِقْد الفَريد ص 424.
[18] الشّنتريني، المعيار في أوزان الأشعار والوَافي في عِلم القَوافي، ص 39.
[19] هو عبد الله بن الحسن بن أحمد بن يحيى بن عبد الله الأنصاري القُرطبي المالقي أبو محمّد، كان محدّثاً حافظاً، حافظاً إماماً في وقته، أديباً، كاتباً، شاعراً، عارفاً بالقراءات وطرقها، فقيهاً زاهداً، ورعاً عالماً عاملاً، روى عن أبيه والقاسم بن دحمان والسّهيلي، وعن هؤلاء أخذ القراءات والعربيّة، وأخذها أيضاً عن ابن عروس وابن كوثر وابن الفخّار. وله تصانيفٌ في العَروض والقراءات. جلال الدين السيوطي، م.س، 2/37.
[20] ابن عبد المَلِك، الذيل والتكملة، 4/196.
[21] ابن عبد ربّه، العَقد الفَريد، ص 439.
[22] سوادي عبد محمّد، "عباس بن فرناس: من رواد الفكر العَرَبي في الأندلس"، مجلة عالم الفكر، مج 17، ع 4 ، ص 153- 172.